قطاع تربية النحل في الحسكة… تحديات بيئية وتسويقية رغم تعافيه التدريجي

الحسكة-سانا

شهد قطاع تربية النحل في محافظة الحسكة خلال السنوات الأخيرة تعافياً تدريجياً، انعكس في زيادة عدد المربين والخلايا المنتجة، حيث تجاوز عددها وفقاً لآخر إحصاءات مديرية الزراعة عشرة آلاف خلية، إلا أن هذا التعافي لا يزال يواجه العديد من التحديات التي تعيق عودة النشاط إلى مستوياته السابقة قبل الحرب التي شنها النظام البائد على الشعب السوري، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على الواقع الزراعي والاقتصادي في المحافظة.

1 3 2 قطاع تربية النحل في الحسكة… تحديات بيئية وتسويقية رغم تعافيه التدريجي

في ريف ناحية تل براك، يواصل المربي حسين جلال رعاية خلايا النحل التي حصل عليها ضمن منحة مقدمة من إحدى المنظمات الإنسانية، بعد انقطاع دام سنوات بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها المنطقة، ويؤكد جلال أنه تمكن من زيادة عدد الخلايا من خمس إلى عشرين خلية خلال ثلاث سنوات، بفضل الرعاية المستمرة وتأمين مصادر التغذية والرعاية الصحية اللازمة للنحل.

ويشير إلى أن مهنة تربية النحل بدأت تستعيد عافيتها في ريف الجزيرة السورية، مجدداً بعد تراجع كبير خلال السنوات السابقة بسبب سياسة التجويع وتدمير الواقع الزراعي والاقتصادي التي انتهجها النظام البائد، وأن المربين يسعون إلى تجاوز العقبات التي تعترض هذه المهنة رغم التحديات المناخية القاسية التي تشمل شح الأمطار وسيطرة الأجواء الجافة، ما أدى إلى تراجع مساحات المراعي الطبيعية ونمو الأعشاب والأزهار البرية التي تُعد المصدر الأساسي لغذاء النحل ومقياس جودة إنتاجه.

1 2 1 قطاع تربية النحل في الحسكة… تحديات بيئية وتسويقية رغم تعافيه التدريجي

من أبرز التحديات التي ظهرت مؤخراً دخول أصناف نحل غير سورية من دول الجوار، والتي تتميز بإنتاجية جيدة لكنها تفتقر إلى القدرة على التكيف مع مناخ محافظة الحسكة، كما أنها ضعيفة المناعة مقارنة بالنحل السوري، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة نتيجة موت الأسراب وفناء الخلايا بالكامل بحسب ما بين جلال.

ويؤكد جلال أهمية اعتماد المربين على النحل السوري المعروف بقدرته على مقاومة الأمراض والتكيف مع الظروف البيئية المحلية، داعياً إلى دعم هذا النوع وزيادة أعداد خلاياه للحفاظ على استقرار الإنتاج وجودته.

في منطقة جبل عبد العزيز، يستفيد المربي فرحان الشلاش من التنوع الطبيعي في الأزهار البرية والمزروعات لتغذية نحله، حيث تنمو أصناف مثل الخزامى والزعتر البري والشوك والحرمل، إضافة إلى أزهار محاصيل كالقطن والخضار، ورغم توفر مصادر الغذاء، يواجه المربون صعوبة في تصريف الإنتاج، ما يجعلهم عرضة لاستغلال التجار، وخاصة في ظل المنافسة من العسل المستورد أو المغشوش الذي يزاحم الأصناف المحلية ذات الجودة العالية.

ونظراً لتوقف عمل العديد من الدوائر الخدمية المعنية بالواقع الزراعي والحيواني في المحافظة، يطالب عدد من المربين بتأسيس جمعية تعاونية تُعنى بشؤون تربية النحل، تضم المربين والخبراء والفنيين، وتكون صلة وصل بينهم وبين الأسواق، وتعمل على فتح منافذ تصريف جديدة، وتقديم الدعم الفني والإرشادي، وتزويدهم بأحدث ما توصلت إليه البحوث العلمية في هذا المجال الحيوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *